مريم فكرى مشرف
عدد المساهمات : 147 نقاط : 441 تاريخ التسجيل : 07/06/2012
| موضوع: لأحمل صليبي بفرح السبت يونيو 09, 2012 4:39 pm | |
|
لاحَظَت الأرملة الجميلة أولادها الصغار
يهربون من أمام وجهها
عندما تعود من عملها مُرهقة للغاية، فتساءلت في نفسها:
- ”لماذا أحمل هذا الصليب الثقيل؟؟ لقد مات زوجي الحبيب وأنا في ريعان شبابي تاركاً لي 3 أطفال، وهـأنذا أَكِدُّ وأشقَى كل يوم، ولا تُفارِق العبوسة وجهي. كرهني الجميع، حتى أطفالي يهربون من وجهي. إني لا أحتملهم وهم يلعبون ويلهون. ولكن ما ذنبي؟
صليبي أثقل من أن يُحتَمَلَ“!
ركعت الأرملة في إحدى الليالي، وهي تطلب من الله أن يأخذ نفسها منها، فإنَّ صليبها لا يُحتَمَل!
وإذ نامت رأت في حُلم أنها في غرفة مملوءة صلباناً:
بعضها كبير والآخر صغير، بعضها أبيض والآخر أسود.
وقد وقف بجوارها المسيح الذي تطلَّع إليها في حنوٍّ
وقال لها: + ”لماذا تتذمَّرين؟ أعْطِني صليبك الذي هو ثقيل عليكِ جـداً، واختاري لنفسك صليباً مـن هذه الصلبان التي أمامك، لكي يسندك حتى تجتازي هذه الحياة“.
وإذ سمعت الأرملة هذه الكلمات من فم الرب يسوع، قدَّمت صليبها بين يدي المسيح،
صليب حزنها المُرِّ،
ومدَّت يدها لتحمل صليباً صغيراً يبدو أنه خفيف. لكن ما أن رفعته حتى وجدته ثقيلاً للغاية. فسألت الرب عن هذا الصليب،
فأجابها المسيح: + ”هذا صليب شابة أُصيبت بالفالج في سنٍّ مُبكرة، وستظل كسيحة كل أيامها، لا ترى الطبيعة بكل جمالها. ويندر أن يلتقي بها صديق يُعينها أو يُواسيها“.
تعجَّبت المرأة لِمَا سمعته، وسألت المسيح: - ”ولماذا يبدو الصليب صغيراً وخفيفاً للغاية؟“
أجابها المسيح: + ”لأنَّ صاحبته تقبَّلته بشُكر، وتحمَّلته من أجلي؛ لذا فهي تجده صغيراً وخفيفاً للغاية“.
تحرَّكت الأرملة نحو صليبٍ آخر يبدو أيضاً صغيراً وخفيفاً، لكنها ما أن أمسكت به
حتى شعرت كأنه قطعة حديد مُلتهبة ناراً.
فصرخت الأرملة من شدة الحرق، وسقط الصليب من يدها، وصرخت: - ”صليب مَن هذا يا سيدي؟“
أجابها المسيح: + ”إنه صليب سيدة كان زوجها رجلاً شريراً للغاية، عنيفاً جداً معها ومع أولادها؛ لكنها تحمَّلته بفرح، وكانت تُصلِّي من أجل خلاص نفسه“.
وبعدئذ انطلقت الأرملة نحو صليبٍ ثالث، يبدو أيضاً كأنه صغير وخفيف، لكن ما أن لمسته وجدته كقطعة جليد، فصرخت: - ”صليب مَن هذا يا سيدي؟“
أجابها الرب يسوع: + ”هذا صليب أُم فقدت أولادها الستة، ومع كل ولد ينتقل كانت ترفع قلبها إليَّ تطلب التعزية. وها هي تنتظر خروجها من هذا العالم بفرح لتلتقي بهم في فردوس النعيم!“
عندئذٍ انطرحت الأرملة أمام مُخلِّصها الصالح، وهي تقول: - ”سأحمل صليبي الذي سمحت لي به، لكن
لتحمله أنت معي أيها المصلوب. أنت تُحوِّل آلامي إلى عذوبة.
أنت تُحوِّل مرارتي إلى حلاوة!“ + + +
+ «لأنه في ما هو قد تألَّم مُجرَّباً يقدر أن يُعين المجربين»
(عب 2: 18). + «لأنه ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يَرْثي لضعفاتنا، بل مُجرَّب في كل شيء مثلنا، بلا خطية. فلنتقدَّم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عوناً في حينه» (عب 4: 16،15). + «ولكن الله أمين، الذي لا يَدَعُكُم تُجرَّبون فوق ما تستطيعون، بل سيجعل مع التجربة أيضاً المنفذ، لتستطيعوا أن تحتملوا» (1كو 10: 13). [/b]
| |
|