]code]كثرت المشاكل ... تعددت ... تنوعت ... تفاقمت ... تشعبت ...
الكل يهرب الى الكنيسة الأم ليجد فيها الراحة والعزاء ... والحل
ويتعلم صاحب المشكلة كيف يصلي ليجد المسيح معينا ً له ، وكيف يقرأ ليجد الانجيل سراجا ً له ، وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ، وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ، وكيف يخدم ليجد :
الخدمة هي الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة ان يخدم ... اطفالا ً وشبابا ً وشيوخا ً ... رجالا ً ونساء ً ... وراء الهنا ومعلمنا الصالح الذي قال :
" أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ " ( متى 20 : 28 ) .
(( تجربة المرض ))
هذه القصة حقيقية
لكن الاسماء كلها ليست حقيقية
كانت سعاد اخصائية اجتماعية ... نشيطة ... محبوبة ...وكانت شعلة نشاط في بيتها وفي المدرسة التي تعمل بها ، ولم يكن لها الا ابنة واحدة وزوج طيب ... وبيت هادئ ...ولم تكن علاقتها بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خلاف قديم مع اختها ... من وقت انتقال والدتهما دخل الشيطان بينهما ...ولم تعد تكلمها لسنوات ، وكلما تذكرتها احست بغضب داخلي ...وتذكرت كل الكلام الثقيل والمزعج الذي دار بينهما ... وكانت تردد بداخلها : " منها لله "
تزوجت ابنتها وسافرت مع زوجها لاحدى البلاد العربية وتحولت علاقتهما الى تليفونات يومية ودعوات حارة ... واحست سعاد بتعب غريب في قدميها ...وثقل في الحركة ... وبدأت رحلة العلاج ... وانزعجت جدا ً من تشخيص الاطباء ، الذي فاجأها انه مرض في الاعصاب ، سيصيبها بشلل قريبا ً وليس له علاج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ... واعترضت ... وقالت : " لماذا ؟ " واستطاع زوجها ان يحضر ابونا الكاهن ليشجعها ... لكنها كانت جافة جدا ً معه ... وكانت دائما ً تقول : " ماذا عملت من اعمال سيئة حتى يحصل لي هذا ؟ "
وحاول ابونا ان يقنعها بحب الله ... ابونا السماوي ... وبركات الالم والتجربة ... ولكنها كانت تسمع بغير اقتناع ... وبعصبية شديدة كانت ترفض كل تشجيع .
وزاد المرض ... ولم تعد قادرة على الحركة بقدميها ... وكان اول يوم تجلس فيه على الكرسي المتحرك ... يوما ً حزينا ً لا تنساه .
وجائت ابنتها بضعة شهور لتخدمها ... ولكنها لم تستطع ان تمكث معها اكثر من ذلك من اجل زوجها وطفلتها .
وظل زوجها صالح .. زوجا ً صالحا ً يخدمها ويحاول معها حتى تتناول في البيت ، ولكنها بغضب كانت ترفض كل شيء .
وجائت لزيارتها ايمان ... خادمة من الكنيسة ... كانت تعمل معها في نفس المدرسة ، وكانت تحبها ... وبكت معها وهي تسمع شكواها ... واحباطاتها ... وكانت ايمان قد صلت كثيرا ً قبل هذه الزيارة ... لكي يعطيها الله نعمة في الكلام مع سعاد المجربة .
واستأذنت ايمان من سعاد ان تقرأ لها جزء ً من الانجيل ... كما تعودت في زيارة الافتقاد ... فأذنت لها سعاد على مضض . واختارت ايمان يعقوب 1 لتقرأه لصديقتها القديمة : " اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ ، عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا. وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ. وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ. وَلكِنْ لِيَطْلُبْ بِإِيمَانٍ غَيْرَ مُرْتَابٍ الْبَتَّةَ " وبدأت ايمان تشرح كيف يمكن للتجربة ان تصير سبب فرح بالايمان وبالصلاة والصبر ... والعمل التام ... وفتح الله فلب سعاد لتسمع هذه المرة ، وقالت لها : ماذا يمكن ان اعمل الآن ؟
اجابتها ايمان وقالت لها : يكفي تذمر ... ما رأيك ان ترددي ورائي وتقولي : يا ربي يسوع المسيح اشكرك ... يا ربي سامحني على كل شيء ... يا ربي ساعدني على احتمال المرض .
قالت سعاد لاول مرة : حاضر ... سوف احاول سوف احاول ... وماذا ايضا ً ؟
قالت لها ايمان : حاولي كل يوم ان تقرأي اصحاح بتمعن وتصلي بالأجبية صباحا ً ومساء ً ... وتسمعي شريط موعظة .
ضحكت سعاد وقالت لها : تمهلي علي يا ايمان
فقالت ايمان بايمان : صدقيني جربي وسوف ترين ان حالتك النفسية سوف تكون احسن ... وسوف اطلب من ابونا ان يأتي ليناولك في البيت .
بدأ التغيير يظهر على سعاد ... وظلت ايمان تعاودها بالزيارة كل اسبوع وتقرأ معها الانجيل ...
ظلت سعاد متمسكة بالشفاء في كل صلواتها واصبح الوقت طويلا ً ومملا ً .
وفي زيارة بعد شهرين ... سألت سعاد ايمان : كيف يمكنني بحالتي هذه ان اخدم ؟ انا سمعت عن اهمية الخدمة وبركاتها ... ولا زلت اذكر اول زيارة لكِ يا ايمان ، الآية التي تقول : " لْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ " ماذا يمكن ان اعمل وانا على هذه الحالة ، لا اقدر ان اتحرك على قدمي ؟
ترددت ايمان وقالت بحكمة : لنصلي هذا الاسبوع والرب يفتح لنا باب للخدمة يناسبك .
وذهبت ايمان تسأل اب اعترافها ... بماذا ينصحها ؟
فاجاب ابونا : التليفونات ممكن تصبح خدمة ... قولي لها ان تسأل على الناس المتعبة والمريضة وتقول لهم كلمة حلوة ... آية أو حكمة ... وبالذات الذين في وحدة او المسنين او حتى المرضى الذين مثل حالتها .
رجعت ايمان بالاجابة لسعاد ، التي فاجأتها وقالت لها : انا ايضا ً فكرت في طريقة مشابهة ... انا لدي في الموبايل حوالي 100 رقم تليفون من معارفي ... سوف ارسل لهم كل يوم آية من التي أقرأها لاني اخجل ان اكلم الناس لفترة طويلة لكي لا يضجروا مني .
فردت ايمان : رائع ... فكرة عظيمة ، ولا يستوجب ان تكون نفس الآية .... فهي فرصة لتكتبي الآيات وتحفظيها .
بدأت سعاد هذه الخدمة ... وتقدمت بسرعة غريبة وكانت ردود الافعال رائعة ... رجعت لها ردود كثيرة من خلال الموبايل بالشكر والتقدير ... وبعضهم تحدث معها وسألها عن معنى الآية ، وهي تحاول ان تشرح بعد ان تبحث في التفاسير والعظات ... والبعض كان يقول لها : ان الآية جائت في وقتها ...
واصبحت هذه الخدمة تأخذ منها ساعات كل يوم ... وتغير وجهها ... ورجعت ابتسامتها وسعادتها ...واصبح كل من يزورها يتمتع بكلمات النعمة وبروحها الحلوة .
وبعد سماع عظة مؤثرة عن التسامح ... ومع النمو الروحي الملحوظ ... تحرك قلبها تجاه اختها التي فارقتها من سنين بسبب الخصام والقطيعة ... وتجاسرت سعاد بعد صلاة حارة وكلمتها بالتليفون ... وبكت الاثنتان تأثرا ً ... وسارعت اختها بزيارتها في اليوم التالي ... وكان لقاء ً حارا ً ... فيه اعتذار وندم متبادل ... ورجعت المحبة القديمة اقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً : يا صالح انا اشكر الرب من كل قلبي على هذا المرض ... ان حياتي الآن اجمل جدا ً من زمان ... ولدي احساس ان لي فائدة ورسالة في الحياة ... لم احس بهذا الاحساس طوال عمري مثلما احس به الآن . تصور لقد توقفت عن القول : يا رب اشفني ، من دون ان ادري ... كل صلاتي الآن هي : يا رب يسوع سامحني ... يا رب اهدي الناس كلها .
- اجاب صالح : انا ايضا ً تعلمت منك ان احب الانجيل والكنيسة ... لقد اصبح مرضك بركة لنا كلنا .
نشكر ربنا على كل حال .
[/code][img]