ما هو الشلل الدماغي؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الشلل الدماغي هو مصطلح عام يصف مجموعة من الحالات التي تسبب مشاكل في
الحركة. النوع الأكثر شيوعا هو الشلل الدماغي التشنجي حيث العضلات متصلبة
في جانب واحد أو أكثر أطرافه. المشكلة الأساسية هي تلف أو خلل في جزء من
الدماغ والذي يحدث عادة في وقت ما قبل الولادة. الشلل الدماغي يتراوح من
خفيف إلى شديد. في بعض الحالات هناك مشاكل ترتبط بالحالة مثل صعوبات التعلم
والصرع. الهدف الرئيسي من العلاج هو منع أو الحد من التقلصات والتشوهات
التي يمكن أن تحدث في الأطراف ، والتقليل من احتمال حدوث أي عجز.
الشلل الدماغي ليس حالة واحدة. بل هو مصطلح يستخدم لوصف مجموعة من الحالات
التي تسبب مشاكل في الحركة. على الرغم من أن المشكلة الرئيسية تكون مع
العضلات في واحد أو أكثر من أجزاء الجسم ، إلا أن الحالة سببها خلل يصيب
جزء من الدماغ. الجزء المصاب من الدماغ يوافق الجزء الذي يرسل رسائل الى
العضلات لمراقبة الحركة والتنسيق. الأذية أو الخلل في تطور الدماغ يحدث
عادة عند الجنين لدى تطوره في الرحم. وأحيانا يحدث أثناء الولادة ، أو بعد
الولادة مباشرة. يمكن للطفل المصاب بالشلل الدماغي ألا يكون قادراً على
المشي ، والتحرك ، والكلام ، وتناول الطعام ، أو اللعب مع الأطفال الآخرين.
ما هي الأنواع الرئيسية للشلل الدماغي؟
الشلل الدماغي تم تصنيفه إلى أربعة أنواع رئيسية – تشنجي – كنعي – رنحي –
مختلط . ويعتمد نوع الشلل الدماغي الذي يحدث على جزء الدماغ الذي حصلت فيه
الأذية .
- الشلل الدماغي التشنجي
هذا النوع من الشلل الدماغي يحدث في حوالي 7 من 10 حالات. التشنجي يعني أن
العضلات المتأثرة أكثر توتراً من الحد المعتاد. درجة التشنج في الذراع أو
الساق المتأثرة يمكن أن تختلف اختلافا كبيرا من حالة إلى أخرى. حركة الذراع
أو الساق المتأثرة تصبح تشنجية. قد تصبح بعض العضلات متأثرة بشكل دائم.
- الشلل الكنعي أو الشلل الدماغي مختل الحركة
هذا النوع يحدث في حوالي 2 في 10 حالات. تكون الحركات عند المرضى بطيئة ،
مع تلوي في حركات اليدين والذراعين والقدمين أو الساقين. بعض الاطفال لديهم
تشنجات عضلية مفاجئة.
لا يمكن السيطرة على الحركات وتكون غير إرادية و أحيانا تتأثر عضلات اللسان
أو الوجه . التشنج العضلي يمكن أن يختلف من خفيف إلى شديد و كنتيجة لهذه
المشاكل الأشخاص المصابين بالشلل الدماغي الكنعي يجدون صعوبة في المكوث أو
الجلوس في وضعية معينة باستخدام الذراعين أو اليدين بشكل صحيح.
- الشلل الدماغي الرنحي او الترنحي
هذا النوع يحدث في أقل من 1 من 10 حالات. المصابون بالشلل الدماغي الرنحي
لديهم مشاكل في التوازن والحركة الناعمة. بحيث يمكن أن يحدث فقدان في
التوازن وتقلب عند المشي ، وصعوبة في القيام بمهام بسيطة بالأيدي مثل
الكتابة. كما ينقص توتر العضلات.
- الشلل الدماغي المختلط
الناس المصابون بالشلل الدماغي المختلط لديهم مزيج من اثنين أو ثلاثة من
الأنواع المذكورة أعلاه. إنه في أغلب الأحيان مزيج من الشلل الدماغي
التشنجي و الكنعي مما يؤدي إلى تصلب العضلات بالإضافة إلى حركات لا إرادية.
ما مدى خطورة الشلل الدماغي؟
الشلل الدماغي يمكن أن يتراوح في شدته من خفيف الى شديد. على سبيل المثال ،
طفل لديه شلل نصفي تشنجي معتدل من المرجح أن يفقد القدرة على الحركة بشكل
مستقل ولكن لديه مشية غير طبيعية بشكل طفيف ولكنه ربما يكون لديه بعض
الصعوبة في استخدام يد واحدة وقدم واحدة ومن جانب آخر شخص حصل لديه شلل
رباعي شديد سيحتاج كرسي متحرك وإلى مساعدة في مهام الحياة اليومية. كثير من
الناس في ما بين هذين النقيضين. كل حالة مختلفة ، وعلى كل الحالة تحتاج
الى تقييم كامل من قبل فريق متخصص .
قد يبدو من المستغرب أنه في تعريف الشلل الدماغي أن يقال أنه اضطراب غير تطوري و
هذا يعني أن تلفا في خلايا الدماغ حصل لكنه لا يتطور(على النقيض من بعض
الاضطرابات الأخرى التي تؤثر على دماغ الأطفال) , ومع ذلك ، فإن التأثير
على الجسم يكون تطوريا بحيث أن التشنج في العضلات يمكن أن يكون له تأثير
تطوري على العظام والمفاصل. على سبيل المثال ، يمكن للتشنج العضلي أن يؤدي
تدريجيا الى تقلصات ثابتة دائمة في مفاصل الذراعين والساقين. وقد تصبح بعض
المفاصل في نهاية المطاف 'ثابتة' في وضعية الانثناء أثناء تقدم الطفل في
السن. والهدف الرئيسي لعلاج الشلل الدماغي التشنجي هو الحفاظ على الحد
الأدنى من الآثار التشنجية على المفاصل والحركة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ما سبب حدوث الشلل الدماغي؟
في بعض الحالات ، لا يعرف سبب تلف خلايا الدماغ. في كثير من الحالات قد
يكون ببساطة سببه شذوذ يحصل أثناء تطور الدماغ . العامل الوراثي قد يلعب
دورا في بعض الحالات. ومع ذلك ، من المعروف أن هناك بعض العوامل التي تزيد
من مخاطر الاصابة بالشلل الدماغي:
- الولادة المبكرة (الأطفال الخدج) خاصة الذين ولدوا قبل الاسبوع 28
- ولادة أطفال توائم ، ثلاثة توائم ، أو أكثر.
- العدوى من الأم الحامل المصابة بالحصبة الألمانية أو الجدري او داء المقوسات.
- اليرقان الحاد (ابو صفار) في الطفل المولود حديثا.
- هناك زيادة خطر إنجاب طفل
مصاب بالشلل الدماغي في الأمهات اللواتي يدخن و يتناولن المشروبات
الكحولية ، أو يتعاطين المخدرات مثل الكوكائين .
و قد كان يعتقد ان المشاكل اثناء المخاض والولادة هي السبب الرئيسي للشلل
الدماغي. ولكن تبين الآن أن ذلك أمرا خاطئا. ويعتقد الان أن أقل من 1 من 10
حالات تكون عائدة إلى المشاكل خلال الولادة. على سبيل المثال ، الافتقار
الشديد لفترات طويلة من الأوكسجين أثناء الولادة.
وبعض الإصابات التي تحدث بعد الولادة قد تكون سبباً. على سبيل المثال ،
التهاب السحايا أو التهابات الدماغ الأخرى التي تحدث عند الأطفال الصغار
يمكن أن تسبب تلفا في الدماغ مما يؤدي إلى الشلل الدماغي.
ما مدى شيوع الشلل الدماغي؟
يصيب الشلل الدماغي حوالي 1 من كل 500 طفل يولد في المملكة المتحدة .و لم
يتغير عدد الإصابات في السنة كثيرا خلال السنوات ال 50 الماضية رغم تحسن
الرعاية الصحية للأمهات في هذا الوقت وانحسار بعض أسباب الشلل الدماغي.
ويعلل ذلك بزيادة نسبة الرضع الذي يولدون قبل الأوان (الخدج) الذين يبقون
على قيد الحياة والذين تكون نسبة الشلل الدماغي عندهم عالية.
كيف يتم تشخيص الشلل الدماغي؟
لا يتم عادة تشخيص حالات الشلل الدماغي عند الولادة. الأطفال المصابين
بالشلل الدماغي الشديد قد تكون لديهم العلامات واضحة منذ الولادة مثل زيادة
المقوية العضلية والتقوس الظهري... ومع ذلك ، فإن معظم الأطفال المصابين
بالشلل الدماغي يتم تشخيص إصابتهم بين عمر ستة أشهر وسنتين. أول ما يلاحظ
عادة هو وجود تأخر في التطور الطبيعي للطفل و زيادة مقوية العضلات او وجود
حركات غير طبيعية (تشنجات او تقوس..).
اثناء التطور الطبيعي عادة ما يكون الطفل قادرا على :
الجلوس دون مساعدة في عمر ستة أشهر.
الزحف في عمر ثمانية أشهر.
القدرة على الوقوف في عمر 12 شهرا.
المشي بعمر 15 شهرا.
وهناك اختلافات ، فبعض الأطفال تتأخر تلك التطورات بالحدوث عندهم. وينبغي
تقييم الطفل الذي يتأخر عنده التطور لمعرفة هل هذا بسبب الشلل الدماغي. يتم
عادة التشخيص من قبل أخصائي الأطفال من خلال العلامات والأعراض والتأخر
التطوري الحادث. وتجرى فحوص إضافية ، مثل الرنين المغناطيسي للدماغ .
هل هنالك مشاكل أخرى مرتبطة بالشلل الدماغي؟
في بعض الحالات فإن الأذية في خلايا الدماغ تؤثر على الجوانب الأخرى من
وظيفة الدماغ ، بالإضافة إلى مشاكل العضلات. وتقريبا ، حوالي نصف الأطفال
المصابين بالشلل الدماغي تحدث عندهم درجات مختلفة من صعوبات التعلم. وأما
النصف الآخر فيكون الذكاء عندهم طبيعي. حوالي نصف الأطفال المصابين بالشلل
الدماغي لديهم درجة من صعوبة النطق. قد يظن أحيانا أن الطفل الذي لديه
صعوبة في النطق يكون عنده مستوى الذكاء منخفض ، بينما في الواقع يكون مستوى
الذكاء عنده عادي أو مرتفع. و نحو 1 من كل 3 أشخاص يعانون من الشلل
الدماغي يصابون بالصرع. بعض الأطفال تحدث عنهم مشاكل أيضا في السمع والرؤية
، والأكل والشرب.
ما هو علاج الشلل الدماغي؟
الرعاية الصحية للأطفال المصابين بالشلل الدماغي يجب أن
تكون تحت رعاية فريق متخصص من الأطباء والممرضات وأخصائيي العلاج الطبيعي ،
والعلاج التأهيلي ، وعلاج النطق ..الخ.
لا يوجد علاجشافي لمرضى الشلل الدماغي ولكن هناك الكثير مما يمكن القيام به للحد من درجة العجز التي قد تحدث لو لم يعطى العلاج:
- العلاج الطبيعي
حجر الأساس في العلاج هو العلاج الطبيعي. والهدف الرئيسي من العلاج الطبيعي
هو ، بالقدر الممكن منع أو الحد من التقلصات والتشوهات في الأطراف التي
يمكن أن تحدث مع الشلل الدماغي التشنجي. أخصائي العلاج الطبيعي قد يستخدم
تقنيات مختلفة مثل تمرينات الحركة ، وتقويم العظام (المشدات ، والجبائر ،
الخ) ، ووسائل أخرى. ويمكن لأخصائي العلاج الطبيعي أن يخبر الوالدين ومقدمي
الرعاية للطفل عن كيفية الإبقاء على المفاصل عند الطفل بوضعية صحيحة وكذلك
تعليمهم تدريبات للقيام به. وللنصيحة فلا بد من القيام بتلك الإجراءات
بشكل منتظم قدر الإمكان لتقليل المشاكل. وثمة هدف آخر ينبغي الوصول إليه
وهو تعزيز مهارات الطفل الذاتية مثل التنقل على الأرض ، وخلع الملابس ،
وتناول الأكل ، إلخ.
- العلاج الدوائي
بعض الأدوية لها دور محدد في بعض الحالات. على سبيل المثال اعطاء سم
البوتولينوم (البوتوكس)عن طريق الحقن ويستخدم جنبا إلى جنب مع العلاج
الطبيعي في بعض الحالات من أجل ارخاء التشنج العضلي. العضلات الأكثر حقناً
هي أوتار الركبة ، عضلات الساق والعضلات التي تسحب الوركين .تأثير حقنة
البوتولينوم يستمر من 3-6 أشهر. تستخدم أحيانا الأدوية المرخية للعضلات مثل
باكلوفين والادوية المضادة للصرع للأطفال الذين يعانون من الصرع المرتبط
بمشكلة الشلل .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]- الجراحة
اعتمادا على نوع ودرجة التشنج العضلي ، فان العملية الجراحية قد تساعد في
بعض الحالات في مرحلة ما. على سبيل المثال ، عملية جراحية لتخفيف الانكماش
العضلي أو لتصحيح التشوه المفصلي. الهدف من هذه العمليات هو إعطاء المزيد
من المرونة والتحكم في الأطراف المتضررة والمفاصل. يتم تنفيذ معظم العمليات
في العضلات حول الوركين والركبتين والكاحلين.
- العلاجات الأخرى
وتشمل : العلاج الوظيفي ، علاج النطق ، وتحسين الرؤية ، وعلاج الأسنان ،
والتدريب على التواصل ، وتقديم المشورة الغذائية ، وتشجيع الرياضة.
التكنولوجيا تستخدم على نحو متزايد. هناك مجموعة من الأجهزة والأدوات التي
يمكن أن تساعد في التواصل والتنقل والمهام اليومية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ما هي التوقعات على المستوى التطوري؟
كما ذكر أعلاه ، يمكن لشدة الشلل الدماغي أن تتراوح بين
خفيفة وشديدة. فمن الصعب التنبؤ بالمستقبل لكل حالة على حدة . لكن السؤال
الوحيد المشترك بالنسبة للآباء هو "متى سوف يكون الطفل قادرا على المشي؟
وهذا قد يكون من الصعب الإجابة عليه عندما يكون الطفل صغيرا جدا ، ولكن
كدليل عام نقول مايلي:
- معظم الأطفال تقريباً مع وجود الشلل النصفي سوف يتمكنون من المشي
- 3 من كل 4 أطفال لديهم شلل مزدوج(سفلي)سوف يتمكنون من المشي
- وأقل من 1 من كل4 أطفال لديهم شلل رباعي سيتمكنون من المشي.
ولكن هذا الكلام عام جدا ، فالأخصائي سيعطي مشورته بشأن كل حالة على حدة.
أيضا ،ويمكن لعلاج ما كالعلاج الطبيعي أن يحدث فرقاً بالنسبة لمستقبل
الإصابات على المدى القريب .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
